الداخلية تشنّ حربا باردة على مهنيي سيارات الأجرة بالمغرب

الداخلية تشنّ حربا باردة على مهنيي سيارات الأجرة بالمغرب! 

عبد الواحد لفتيت

يقول عز وجل في كتابه الكريم بعد بسم الله الرحمن الرحيم {مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَیۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰا وَمَنۡ أَحۡیَاهَا فَكَأَنَّمَاۤ أَحۡیَا ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰاۚ} صدق الله العظيم الآية 32 من سورة المائدة.

وبعد :

معشر السائقين المهنيين، لا يخفى عليكم الحرب الباردة التي تشنّها الداخلية على قطاع سيارات الأجرة بالمغرب، وخير دليل هو إحداث سلسلة من المذكرات الوزارية وتليها مجموعة من القرارات العمالية ضدّ المهنيين، في الحقيقة لا ندري إلى أين يتّجه هذا القطاع؟ بل في كل مرّة نسمع قرار عاملي جديد هنا وهناك ضدّ السائق أو بالأحرى ضدّ ممتهني المهنة، وكأنّ الداخلية لم يعد لديها ما يُشغلها سوى هذه المهنة الشريفة التي دمّروها وشتّتوا أهلها، و لازالوا يمارسون عليها طقوسهم الحقدية إلى أن يصلوا إلى مبتغاهم.

هل الدولة تريد فعلا التخلُّص من هذه الفئة واستبدالها بوسائل نقل أخرى حديثة؟ أم أنّ لديها نية صافية في إعادة وتأهيل القطاع . أحيانا أتساءل مع نفسي لماذا نتعرّض إلى هذا الكم الهائل من التضييق المستمر والإقصاء من طرف العمّال والولاة! هناك من رسم لنا خريطة الطريق والتحذير من استبدال المسار وإلاّ سيكون مصيرنا الحجز لمدّة يعلمها الله، وهناك من يرغمنا على أشياء نسيناها وستكون عقوبتها لا محالة حجز رخصة الثقة لمدّة شهر، وهناك من يهدّدنا بالسحب النهائي في حالة العود، وهناك من المهنيين من وجد نفسه وراء القضبان بسبب عدم استرجاع الرخصة لصاحبها، وهناك من أصبح متشرّدًا بسبب موت صاحبه المفاجئ والقائمة طويلة جداً.........! 

صمت بعض مسؤولي النقابات والجمعيات المهنية! 

ترى من الذي وقع حتى نصل إلى هذه اللعنة التي تلاحقنا نحن المهنيين ! وكيف نُفسّر سكوت بعض مسؤولي النقابات والجمعيات المهنية الذي طال دون أن نرى خير بشارة علينا، هل الداخلية استعملت أسلوب الترهيب والقمع ضدّهم؟ أم أنّها وعدتهم بتحسين ظروفهم المادية عن طريق هدايا غير متوقعة!

ربّما لم أجد جوابا حتى لو استمرّيت شهورا وسنوات في التفكير، ثم أنه يراودني لغز آخر في مخيلتي، فكيف لم تتمكن الداخلية من توقيف التطبيقات المخصّصة للنقل السرّي، مع العلم أن الكل يعرف تماما أنه ليس لدينا قانون مقنّن يسمح بالعمل باستخدام هذه التطبيقات. 

غريب أمرنا أيها السائق! دخلت إحدى التطبيقات المهمّة من أجل تثبيتها على هاتفي، لأنها تمكننا من متابعة ومراقبة أبناءنا أينما حلّوا وارتحلوا، لكن أخبرني السيد "جوجل" أنه لا يمكنني السماح بذلك، بحجّة أن الدولة المغربية لا تسمح لهذا التطبيق بالعمل داخل التراب الوطني، فكيف لا تقوم بنفس الشيء مع هذه التطبيقات التي نظل نجري من وراءها!

وأختم كلامي هذا أنّه فعلا من قتل نفسا فكأنّما قتل الناس جميعا، فكيف بكم أنتم يا سادة تقتلون نفوسا بريئة تصارع الزمن من أجل لقمة عيش حلال. 

والسلام ...........!


تعليقات